الفصل الثالث: ربط ما هو غير مربوط:
انترنت الاشياء هو لربط الاشياء الغير مربوطة حالياً حيث انه يسمح لبعض الأشياء بالوصول الى الانترنت رغم انها لم تكن مرتبطة بالانترنت مطلقاً. حيث انه مع الخمسين مليار جهاز التي ستكون مرتبطة معاً بحلول عام 2020 فأن العالم حينها سيتحول الى “نظام عصبي متنامي” وسيكون الانترنت قادراً على استيعاب وادارة الاجهزة والاشياء الجديدة التي يتم تطويرها في حينها وبعدها لتحقيق الهدف من انترنت الاشياء وهو تحسين حياة البشر بالاستفادة من كل الاشياء المرتبطة به والبيانات التي تنتجها.
ربط الاشياء الى المستخدمين:
كيف سيفيدنا انترنت الاشياء في تحسين نوعية حياتنا؟
للأجابة عن هذا السؤال يجب ان نتذكر ان اصغر وحدة شبكاتية مفيدة معروفة لنا اليوم هي الشبكة المنزلية الموضحة في الصورة ادناه:
ونحن نعرف اننا نستطيع ان نبني شبكاتنا المنزلية بأستخدام راوتر سلكي او لاسلكي والذي يجلب لنا الانترنت من مزود خدمة محلي (local Internet Service Provider ISP) وهذا المزود للخدمة بدوره يتصل بمزودي الخدمة الاخرين بأستخدام تقنيات الشبكات اللاسلكية او الشبكات الكبيرة (WAN) كما هو واضح في الصورة التالية:
والان كيف يمكن لأنترنت الاشياء ان يغير من شكل شبكاتنا المنزلية الحالية؟
والجواب هو بتوفير نوعية الاتصال التي تحدثنا عنها في الدرس السابق وهي الاتصال بين المكائن (او الاشياء) والمسمى (Machine to Machine M2M) والذي يسمح (كمثال) لمتحسسات الامنية بالاتصال ببعضها وترسل البيانات عبر الراوتر المنزلي الى مزود الخدمة ومنه الى سيرفر البيئة في السحب (clouds) وبالتالي يتم تجميع هذه البيانات وتحليلها كما في الصورة التالية:
ربط الاشياء للصناعات:
التطبيقات الصناعية لأنترنت الاشياء تحتاج درجة وثوقية واستقلالية اكبر بكثير من تلك المطلوبة بالنسبة للمستخدمين العاديين. فبعض الصناعات والتطبيقات الصناعية تحتاج عمليات وحسابات سريعة لا يستطيع البشر مجاراة سرعتها وكمثال على ذلك فأذا فشل الهاتف الذكي بتذكيرنا بموعد طبيب فهذا شيء مزعج ولكن ضرره لا يقارن بالمشكلة التي ستحصل حين يتعطل نظام الفرامل في سيارة تعمل في زرع الالغام او ازالتها او في البيئات القاسية حيث تكون العواقب كارثية على كل من السائق وعلى السيارة والبيئة المحيطة.
الشبكات المتقاربة والاشياء:
احد الاهداف الرئيسية لأنترنت الاشياء هو جمع الشبكات المتعددة في شبكة واحدة عالمية فمثلاً بدلاً من احتواء السيارة على عدة انظمة مستقلة لأدارة والتحكم بالمحرك والامان ونظام الاتصالات فأن توحيدها كلها في نظام واحد يمكن ان يقلل الاسلاك المستخدمة بمقدار 23 كيلوغرام في سيارة سيدان مثلاً ولكم تخيل مقدار التوفير في الاسلاك والمعدات والجهود في حالة ربط الشبكات المتعددة المبينة في الصورة ادناه في شبكة واحدة عالمية:
تحديات ربط الاشياء:
لأن انترنت الاشياء يهدف الى ربط الاجهزة الحاسوبية المختلفة من التقليدية (كالحواسيب والهواتف الذكية) الى الاجهزة الغير تقليدية (من متحسسات و RFID) بأستخدام تقنيات ال (M2M) بدون تدخل البشر، فأن التحديات التالية ترافق هذه العملية:
- كيف نقوم بعملية تكامل لملايين الاشياء التي تتكون منها الاجهزة المصنعة من قبل الشركات المختلفة؟
- كيف يتم تكامل الاشياء الجديدة في البنية الاساسية للشبكات الموجودة اصلاً؟
- كيف يتم تأمين الاجهزة الجديدة (توفير الحماية من الاختراق وسوء الاستخدام) وتوفير عدة مستويات من الحماية تختلف بأختلاف نوع الجهاز ومكانه في الشبكة.
وهذه الاسئلة وغيرها يجب ان يتم الاجابة عليها قبل الاقدام على توظيف تقنيات انترنت الاشياء في اي مؤسسة او عمل.
الاعمدة الاساسية الستة لأنترنت الاشياء:
يهدف انترنت الاشياء الى تقليل التعقيد في اتمتة العمليات في صناعات الخدمات الاساسية والغاز والنفط والنقل والتعدين والمجالات العامة ويتم ذلك بأعتماد تصاميم لأدارة العدد الكبير من الانظمة من مختلف الموردين والمصنعين لربطها في نظام واحد كبير يستوعب كل “شيء” وفي الصورة ادناه الاعمدة الاساسية لتحقيق هذه الاهداف:
الى هنا ينتهي درس اليوم على امل اكمال ما بدأناه في الدروس القادمة والتي سنتطرق فيها الى دعم انترنت الاشياء للصناعة واجهزة انترنت الاشياء ونماذج الشبكات التي ستكون العصب الرئيسي لأنترنت الاشياء في المستقبل القريب ان شاء الله.
تحياتي للجميع ولا تنسوا المشاركة لتعميم الفائدة وانتظرونا في الدروس القادمة ان شاء الله
مشكور وبارك الله فيكم
إعجابإعجاب
العفو وشكرا جزيلا لكم
إعجابإعجاب
جزاك الله خيرا على هذا المجهود الرائع
إعجابإعجاب
شكرا جزيلا دكتور 🙂
إعجابإعجاب