الحاسوب والناس 12 – المكائن قادمة
قبل ما يقارب الثلاث سنين كتبت اول مقال مختصر بعنوان (الحاسوب والناس) وكان نصه التالي:
وقبل عدة أيام وجدت مقالاً في موقع جريدة نيويورك تايمز الامريكية كتبته أستاذ مساعد دكتور في كلية المعلومات وعلوم المكتبات في جامعة كارولاينا الشمالية وفوجئت بأن المقال يتحدث عن نفس الشيء الذي ذكرته في مقالي قبل ما يقارب الثلاث سنين: المكائن قادمة ويجب ان نسارع الى إيجاد الحلول قبل فوات الأوان.
طبعاً المقال طويل نسبياً وسأرفق في النهاية رابطاً الى صفحة المقال الاصلية ولكنني هنا أحببت ان اشير الى عدة نقاط رئيسية للربط بين مقالي القديم وهذا المقال:
- ان مقالي فيوقته تعرض الى انتقادات من البعض بحجة انني ضد التقنية او ضد التطور او انني اريد إيقاف عجلة التقدم وهذا خلاف الواقع فأنا اردت (كما ارادت هذه الأستاذة) توعية العالم الى مخاطر السير بلا وعي خلف التقنيات الحديثة بلا تخطيط ولا حساب للمستقبل.
- ان المكائن والالات والحواسيب وكل الأجهزة الالكترونية والكهربائية والميكانيكية الحديثة تقوم اليوم بأمور يعجز العقل عن استيعاب بعضها ووصف دقتها في منافسة البشر ومهاراتهم في سوق العمل العالمية.
- ان هذه الأمور قد تكون غائبة اليوم عن عالمنا العربي والشرق الأوسط والدول النامية لأنها ببساطة اما انها لم تصل بعد الى مراحل متقدمة في المكننة والحوسبة وإدخال التقنيات الحديثة في الحياة العامة او انها دول معتمدة على النفط والموارد الطبيعية في اقتصادها مما يجعلها لا تقلق من تبعات الاعتماد على المكائن في كل شيء وهو الامر الذي أدى ويؤدي الى تجاهل مثل هذه الأمور المهمة والخطرة في المستقبل.
- لمعرفة مدى خطورة الموقف تصور معي ان الحواسيب تستطيع القيام بما يلي (الان):
- برمجيات معالجة المشاعر التي تستطيع تحديد الحالة النفسية والمزاجية للبشر.
- تستخدم في اختبار المسافرين في المطارات بطرح مجموعة أسئلة واستنتاج اسرار المسافر وأسباب سفره الحقيقية.
- تستطيع الحواسيب اليوم فهم لغات البشر والتفاعل معهم بحوارات يصعب تصور ان الطرف الاخر فيها اله وليس بشر.
- تستطيع الحواسيب تمييز الوجوه وقراءة تعابير الوجه وتحليل الشخصية والقيام بعدة وظائف في وقت واحد وبكفاءة عالية جداً مقارنة بالبشر.
- الحواسيب اليوم تقرر من يتم توظيفه ومن يتم رفضه في الكثير من المؤسسات العالمية.
- في السوبر ماركت تستطيع الحواسيب من خلال كاميراتها تمييز من من الزبائن مستعد ان يدفع أكثر او يفكر اكثر في الشراء لتوجيه العملاء لجذبه او الاعتناء به اكثر!
- كشف الكذب وبدقة عالية واكتشاف المشاعر وحتى تخمين لمن سيصوت فلان او فلان!
- تقوم الحواسيب بكل ذلك مستفيدة من خوارزميات معقدة يتم تغذيتها بمعلومات البشر بشكل مستمر واقصد بمعلومات البشر كل ما ننشره في مواقع التواصل الاجتماعي وسلوكنا الالكتروني .
في مقابل كل هذا نلاحظ ان سوق العمل شهد الى فترة قريبة توازناً بين العمال وأصحاب العمل حيث احتاج كل منهما الى الاخر فكان التوازن يقتضي ان يعمل العمال بشكل جيد لإرضاء رب العمل وان يقوم رب العمل بزيادة الأجور والمخصصات تلبية للاحتياجات المتزايدة للعمال لضمان استمرارية الإنتاج ولكن كل هذا تغير الان مع دخول المكائن كمنافس رسمي للعمال في سوق العمل. فبدلاً من التعامل مع بشر يمرضون ويمرض أحد افراد اسرتهم ويتغيبون عن العمل لحجج كثيرة ويمرون بأيام صعبة وأخرى سعيدة ويطالبون دوماً برفع الأجور، بدلاً من كل هذا يستطيع اليوم ارباب العمل الاستعانة بمكائن ذكية تؤدي اضعاف العمل الذي يؤديه البشر وبدقة وكفاءة عالية وبدون خسائر سوى الكهرباء والصيانة لإدامة العمل.
نتيجة لذلك نرى ان البشر يخسرون معركتهم امام الآلات وهو امر تمت معالجته سابقاً بدعوة الناس الى التعلم اكثر للاستمرار في منافسة الآلات بمهاراتهم وتأثر في السابق فقط العمال اليدويون الذين يقومون بأعمال فيزيائية واما الان فحتى خريجي الكليات في خطر من منافسة الآلات لهم وهو امر لا يكفي معه الحصول على الشهادات العليا فالمكائن اليوم وغداً ستكون قادرة على اخذ مكان الأغلبية من البشر في سوق العمل حيث سنرى حواسيب تعمل عمل الطبيب والمهندس والمزارع والصحفي والكاتب والمؤلف والمخرج والكثير الكثير مما لا يسعني هنا التطرق له فما الحل؟
طبعاً لا يستطيع احد الدعوة الى إيقاف التطور والإنتاج والاعتماد الكامل على البشر ونحن هنا لا نلوم التكنولوجيا ولا نقف ضدها او نرفضها وانما نؤكد على ان المعركة الحقيقية ليست بين البشر والالات وانما بين البشر انفسهم ومدى احترام احدهم للأخر وتقدير قيمة البشر للبشر الاخرين ومن هذا المنطلق نحتاج الى تفعيل دور الرقابة الحكومية والعالمية لمنع أصحاب الشركات ورؤوس الأموال من تسريح العاملين في مقابل توظيف المكائن بل ويجب ان نشجع سياسة تعليم العاملين (informate the employees) كبديل عن اتمتة الشركات (automate the companies) وهو امر سيخلق حالة من التوازن في النهاية تصب في صالح الجميع ان فكرنا في الموضوع من الان ولم ننتظر حتى ترتفع نسب البطالة في العالم الى حدود كارثية تنتج معها فروقات فردية ومجتمعية مخيفة تهدد استقرار المجتمعات بالخطر.
Mr.Mustafa can get information about mobile application in E-goverments
إعجابإعجاب
you can find some examples here:
http://www.egov4dev.org/mgovernment/
and of course more are there in the google, just search for it 🙂
إعجابإعجاب